طريقه الأخير
يتوفى Bruno Gröning في ٢٦ يناير ١٩٥٩ في باريس
تشخيص المرض : سرطان المعدة في مرحلة متقدمة
في أواخر الخريف من عام ١٩٥٨ ذهب Bruno Gröning مع زوجته الثانية جوسيت التي تزوجها في مايو ١٩٥٥، الى باريس وسمح بفحص صحي له من خلال الطبيب الصديق والمتخصص في أمراض السرطان الدكتور بيير غروبون. تحليل للعديد من صور الأشعة كشفت سرطان في المعدة في مرحلة متقدمة. أراد الدكتور غروبون بالقيام بعملية جراحية على الفور ولكن Bruno Gröning رفض ذلك.
رجع الى ألمانيا وحضّر احتفال أعياد الميلاد للمجموعات المحلية. في 4 ديسمبر قام بتسجيل صوتي تحضيرا لها الذي أراد أن يُسمع فيها هذا التسجيل. عاد من بعدها مع زوجته الى باريس. في أثناء ذلك كان قد خبّر الدكتور غروبون الجرّاح الشهير والأخصائي للسرطان الدكتور بيلاجير. في الثامن من ديسمبر قام بعملية جراحية في عيادته في الشارع Rue Henner، غير بعيدٍ من حي المومارتره. النتيجة كانت مفزعة بالنسبة للأطباء : الحالة كانت أسوأ بكثير من تحاليل صور الأشعة : غير قابلة لخوض العلمية. تم خَيط الجرح على الفور.
تعافٌ سريع ومدهش
جوسيت غرونينغ كتبتْ في هذا السياق : «لم يستوعبوا أن شكله الخارجي ل Bruno لم يكشف معاناته الداخلية الشديدة للغاية وأنه استطاع التنفس بشكل طبيعي وأن تمثيله الغذائي كان على ما يرام في الأسابيع الماضية وأن تحاليل الدم لديه كانت ممتازة. يستفرغ المريض عادةً في هذه المرحلة المتقدمة الشئ الأدنى من الطعام الذي يتناوله ويموت المريض المنهك جوعا ًوبشكل بطيء؛ ولكن عند Bruno كان الأمر مختلفا تماما. »
تعافى بشكل سريع جدا مما أثار دهشة الأطباء، وعاد الى ألمانيا في أقصر الوقت حيث قضى فترة أعياد الميلاد. في النصف الثاني من شهر يناير ١٩٥٩ اجتمع مع رؤساء الجمعية الجديدة لمدة ثلاثة أيام وحدد كيف يجب إتمام بناء العمل. الرئيسان لم يعرفا أنه سيكون لقائهما الأخير مع Bruno Gröning.
العملية الجراحية في باريس تُرافقها عاصفة طبيعية عجيبة
العملية الجراحية في باريس تُرافقها عاصفة طبيعية عجيبة محكمة طعن الحكم في ميونخ – خاض Bruno Gröning عملية جراحية ثانية. كان هو مجبورا لخوض ما أنقذ منه الناس الذين لا يُحصى عددهم؛ كان لا يمكنا ولا مسموحا له أن يساعد نفسه.
في ذات الصباح وهو تحت التخدير الطبي انهمرت عاصفة طبيعية شديدة لا مثال لها على باريس. تقول زوجة Gröning : « من المثير للعجب كان حدثا في الطبيعة. في ٢٢ يناير بينما كان زوجي تحت البنج، عتّمت السماء التي كانت صافية في هذا النهار واندلعت فجأة عاصفة على باريس مع ظواهر الرعد والأبراق؛ عتّم النهار الى درجة أجبر الجميع على تشغيل الضوء، والممرضة أبدت تعجبها عن هذه العاصفة الشديدة. في الأيام بعد العملية الجراحية كان ضغط Bruno الدموي ودرجة الحرارة والنبض على ما يرام. حتى أنه قام لمرتين وجلس في المقعد. »
« إحتراق داخلي وشامل»
في ٢٥ يناير وقع في غيبوبة وفي اليوم التالي في ٢٦ يناير في الساعة الواحدة و ٤٦ دقيقة بعد الظهر توفى Bruno Gröning في عيادة إينيه بسبب السرطان كما ذكر الطبيب في شهادة الوفاة. هل كان فعلا سرطان؟ قال الدكتور بيلانجير بعد العملية الجراحية الثانية : « الدمار في جسد Bruno رهيب، إنه إحتراق داخلي وشامل؛ كيف أنه تمكن من الحياة لتلك اللحظة وبدون أن يعاني من هذه الأوجاع المخيفة يبقى لغزاً بالنسبة لي. »
لقد ذكر Bruno Gröning منذ سنين : « إذا مُنعتُ من العمل ساحترق داخليا.
نعايا
كيف أن Bruno Gröning تحمل هذا المصير القاصي تعكس رسالة التي كتبها الدكتور غروبون في ٢٦ فبراير ١٩٥٩ الى الأرملة قائلا : »هذه المساعي [الموجهة ل Bruno Gröning من قِبل الطبيب] كانت من الطبيعي جدا ويمكن أن أقول إنها لقيت في شجاعة وقوة إرادة Bruno Gröning الداعم الأكبر وفي شخصيته البارزة والهامة. [...] »
الدكتور بيلانجير، الجراح آنذاك، عبّر عن إعجابه ل Bruno Gröning في رسالة في ديسمبر ١٩٧٤ قائلا : Bruno Gröning كان رجلا ذا قلب، إنسانا غاليا الذي فرض نفسه، وكرامته نظرا للمعاناة والموت تثير إعجابي حتى يومنا هذا. »
بعد حرق الجثمان يُلغى صدر قرار نهائي للمحكمة
تم حرق جثمان Bruno Gröning في محرقة في باريس ودُفن الوعاء في مقبرة "والدفريدهوف" في مدينة ديلنبورغ الألماينة.
المحاكمة تمت إلغاءها بسبب وفاة المُتهم ولم يصدر قرار نهائي.
كل شخص يمكنه تلقي المساعدة والشفاء من خلال نفسه
«دكتور المعجزات» الذي قدّم الشفاء للآلاف من الناس قد توفى وحيدا ومنسيا في شارع صغير في باريس. لماذا كُتب له هذا المصير؟ لماذا تحمل هذه المعاناة؟ لماذا لم يستطِع مساعدة نفسه؟
غريته هويسلر (١٩٢٢-٢٠٠٧) ، التي شفيت من خلاله وتطوعت لسنين طويلة في عمل Bruno Gröning وأسست «دائرة أصدقاء Bruno Gröning »، كتبت في كتابها «مشاهدة الشفاء هي الحقيقة» : لقد انجز Bruno Gröning في فترة حياته القصيرة الكثير من الخير. مُنحت له موهبة الشفاء منذ المهد. أينما حضر كانت تحصل أشياء رائعة لا تفسير لها من حيث المنطق. في عام ١٩٤٩ ظهر من خلال الإعلام. بعد الشفاءات الكبيرة التي حصلت في مدينة هيرفورد، وبعد أن أصبح اِسماً شائعاً في الداخل والخارج فُرض عليه بعد مدة ثلاثة أشهر حظر الشفاء. كان يُلاحق ويُحرض وعُرض للمحكمة الكبيرة مع هدف معاقبته وإدانته. ولكن لماذا؟ هل ارتكب شراً ضد أحد؟ كلا وإنما قدّم غايةً من الخير للآلاف من الناس والذي استحال أن يقدّمه أي شخص آخر لهم. أرادوا إدانته وهو بريئاً ! مُنع بريئاً من فعل الشيء الذي كُتب له من الله : مساعدة الناس ! وتحمّل هذا الحقد في باريس في مستشفى السرطان في رو إينيه ! وتحت آلام قاسية احترق داخليا من ال Heilstrom [تيار الشفاء] بسبب عدم سماحه في نقله الى المحتاجين. القانون الدنيوي في ألمانيا حاول منع ذلك. ومثل المُتَهم بكل هذه الأكاذيب والقذف والافتراءات ظهر كالمُجرم ! كاتماً وصامتاً ووحيداً - لا صديق عرف بذلك – تحمل معاناة البشرية. كان تحمّلا ولكن غير سُدى. كان من المفروض عليه تحمل ذلك وإلا فلا مجال لمساعدة الناس.
وفي كتابها «أعيش لكي تستمر البشرية في وجودها» تقول : « يجب أن نتعامل بكل حذر بكلمة "تضحية". وإنما، عندما توفى Bruno Gröning في باريس، تعكس هذه الكلمة في ثقلها الكامل حقيقة ما حصل آنذاك. »
بهذا الشكل فقط كان من الممكن أن تتحقق كلمته، مثلما نشهده اليوم من خلال عدد لا يُحصى من تقارير النجاح : «عندما لن أكون على هذه الأرض كأنسانا بعد، بمعنى عندما أترك جسدي، ستكون البشرية جاهزة أن يستطيع كل أحد مشاهدة المساعدة والشفاء من خلال نفسه. »
المحاكمة الكبرى تستمر
محكمة الاستئناف وإعادة النظر في القضية
وضعية Gröning الانطلاقية ليست لمصلحته
في محكمة الاستئىناف في يناير١٩٥٨ لم يكن لمصلحة Bruno Gröning أن ليس هو مَن قدّم طلب الاستئناف وإنما المُدعي العام. ليس الإهمال هذا لمحاميه آنذاك ما أساء لموقفه أمام القضاء فحسب وإنما أيضا موقف محاميه المماطِل في تقديم الملفات القضائية لمحاميه الجديد عطّل وأخّر في التحضيرات للمحكمة.
ما أساءه أيضا - مقارنةً بالمحكمة الأولى – كانت مواقف الشهود النفيين الصلبة. من المبين أنهم اتفقوا على نقطة «منع الطبيب».
سجن وغرامة مالية مع وقف التنفيذ هما «عار» ودون توضيح مسألة الشفاء
صدرت المحكمة الحكم التالي : سجن لمدة ثمانية أشهر بسبب القتل غير العمد مع غرامة مالية بمبلغ ٥٠٠٠ مارك ألماني بسبب مخالفة قانون الشفاء. الحكم أُقِرّ مع وقف التنفيذ.
البارونة السيدة آني فون إيبنر إيشنباخ التي حضرت المحكمة الأولى والثانية كمشاهدة في قاعة المحكمة اعتبرت قرار المحكمة «عاراً لألمانيا».
قال Bruno Gröning إنه يُحاكَم بسبب عمله الخيري وانتقد اجراءات المحكمة أنها، في كامل معاملاتها، أن لا أحد طرح واكترث بالسؤال كيف يتم الشفاء أصلا، حتى محاميه الشخصي. لو تم البحث أيضا في هذه المسألة لاتضح وتبيّن أن عمله ليس له صلة بالمعالجة الطبية ولأُجبِر القضاء على إنهاء المحاكمة. ولكن توضيح هذه المسألة لم يهم أحدا في القضاء. انطلق الجميع من مواقف جاهزة ومُتفَق عليها ومسلّمات ما عن Gröning ولم يبدِ أي استعداد بالابتعاد عنها.
تقديم طلب على الطعن في الحُكم
لم تنتهِ المحاكم بعد؛ هذه المرة كان Bruno Grönig مَن طلب الطعن في الحكم؛ موعد الجلسة كان محددا ل ٢٢ يناير ١٩٥٩ في محكمة ميونخ الإقليمية العليا. ولكن لم يُعقد القضاء بسبب وفاة Bruno Gröning في ذات الشهر.
«كلامه يمنع المرض»
الشفاءات مستمرة – بالرغم من المحاكم وحظر الشفاء
الشفاء الخارجي والتحول الداخلي
في فترة هذه الخلافات والمعارك استمر عمل Bruno Gröning. كتب الصحفي المختص في الطب الدكتور هورست مان في عام ١٩٥٧ سلسلة مقالات في مجلة Das Neue Blatt تحت العنوان "كلامه يمنع المرض"، صرّح فيها:
«في الصباح التالي ذهبتُ من هاملن الى سبرينغه، المدنة الصغيرة عند الحافة الجبلية دايستر حيث كانت قد نشأت مجموعة محلية لأصدقاء Gröning. الشفاءات العديدة لسلسلة من الناس كانت قد سببت تأسيس المجموعة المحلية. وهنا قد شهدتُ أيضا كما سبق في العديد من البلدات في مقاطعة شليسويغ – هولشتاين وفي آوغسبورغ، هاملن، فينا، بلوخينجن ومُدن أخرى: لقد قام الناس وتكلموا عن أمراضهم؛ ذكروا لي أسماء أطبائهم الذين عالجوهم؛ حدّثوني عن شفائهم الذي حصل من خلال Gröning، ودائما كانوا على استعداد لتأكيد كلامهم تحت قسم.
«وأنا رضيع انخلعت الوركَين لدي»، تقول السيدة يوليه برونرت من مدينة هانوفر التي تناهر ال ٥٠ سنة. لم أمشِ فيما بعد إلا على العكاكيز، والطبيب خفف معاناتي فقط؛ عندما سمعتُ محاضرة للسيد Gröning شعرت بردة فعل قوية؛ ظهري الذي كان منحنيا تماما أصبح مستقيما من جديد؛ عدتُ أمشي ولم يحصل أي انتكاس...»
„كنت أعاني من رومتزم المفاصل وأُبتلي دائما بالخُراج والقوباء، لقد حررني منه السيد Gröning"، يقول السيد غبرت من مدينة هاملن الألمانية.
"لقد كنتُ أتحمل اضطرابات الصفراء فقط من خلال تناولي للمورفين"، يقول السيد سيفريت من إيفستورف، "إني ممتَن ل Bruno Gröning أنه خلّصني من هذا المرض.“
«كنت أعاني من السكّري الخطير»، يقول السيد روبرت تيس من سبرينغه. «والأخطر منه كان القصور في عضلة القلب. لم أعانِ اليوم من المرضَين قط وأنا ممتن جدا للسيد Gröning.
يمكن تكملة هذه السلسلة من الشفاءات. أشخاص من جميع الأعمار الذين خبّروني عنها؛ رجال ونساء وأطفال؛ لقد ذُكرت أمراض كثيرة، من أوجاع الرأس والتهابات الأعصاب، عرق النسا، أمراض في الكلى والصفراء حتى اضطرابات في القلب والشلل.
ولكن كان هنالك شيء آخر تأثرتُ به للغاية. الكثيرون منهم تكلموا أمام الجمهور وبدون تردد أنهم قد مرّوا من خلال Gröning بتحول داخلي. اصطياد النجاح والرؤية الأنانية للحياة حلت محلهما سكينة داخلية واطمئنان والتفكير الجماعي.»
الثقة الذاتية تجعل نجاح الشفاء ممكنا عند كل إنسان
يكمّل الدكتور هورست مان قائلا: «كل هذه محادثات مع الناس الذين شعروا بشفاءهم من خلال Bruno Gröning جعلني أشعر بسؤال يطرح نفسه بشدة: هل كان نجاح الشفاء يمكنا عند أي أنسان – أم، وهذه الفكرة تبدو لي أكثر جُرأةً - أنه يمكن عند أي مرض كان؟ أين حدود هذه القوة التي تأتي من خلال Gröning؟ أتوجد مخاطر في هذا السياق؟ [...]
في آخر زيارتي له قمت بطرح هذا السؤال عليه: «لا استطيع ولا أريد إجبار أي أنسان» رد علي مضيفا: «عندما يغلق الشخص نفسه وغير مستعد لبلورة القدرة على النظام، فينقصني أنا الاستعداد للتدخل. أسأل هذا الشخص فقط أن يكسر قيود الشر التي تمنع الشفاء.»
كان لدي سؤال آخر: «كل مرض يختلف في درجة خطورته؛ لنفترض أن مريضا، وحتى أطباءٌ عدة ميؤوسون من أمره، يطلب عونك من خلال طبيب الذي ما زال يناضل من أجله. هل ستستطيع المساعدة؟»
«نعم،» يقول Gröning. وقالها بدون تردد. «اذا آمن المريض بذلك وتوكل الطبيب في طريقه فلن يغيب النجاح. الثقة المشتركة تتبلور عند المريض قوةً لم يعلم بوجودها بعد. في أحاين كثيرة أتيح النجاح في أسرع الوقت في تلك الحالات التي كان المريض يشعر فيها بكامل اليأس متعلقا آماله في قشة أخيرة.»
الانفصال عن الاتحاد
حان الوقت لأخذ الاجراءات اللازمة
الاتحاد ينوي التهرّب من دفع الغرامة المالية المفروضة على Gröning من خلال تبريرات بروقراطية
في أكتوبر عام ١٩٥٧ حصل نقاش بين Bruno Gröning وإدارة اتحاد Gröning. بسبب بروقراطيتها المغلقة أساء الاتحاد لBruno Gröning. سبب الخلاف كان قرار المحكمة الذي نص على دفع Bruno Gröning غرامة مالية بقيمة ٢٠٠٠ مارك ألماني وخلال فترة قصيرة. بسبب عدم تقبل النقود لعمله وبالتالي عدم النقود في حوزته بالأساس كانت قد قررت أدارة اتحاد Gröning في بداية المحكمة أن تتكبد التكاليف اللازمة. أما الغرامة المالية فكان الاتفاق عليها مثيرا للجدل ضمن الأدارة. حاولت الأدارة بوسائل بروقراطية طويلة أن تدرس هل إذا كانت مجبورة قانونيا على دفع ال ٢٠٠٠ مارك ألماني؛ وفقط بعد إنهاء هذه الدراسة كانت ستبدأ بتدابير غطاء المبلغ. إذاً كان من الواضح – لو دفعوا أصلا - أن المبلغ سيصل Bruno Gröning متأخرا جدا. باختصار، نوت أدارة الاتحاد أن تتقبل وبدون تردد دخول Bruno Gröning السجن وقضاء الحكم فيه في حالة عدم دفع المبلغ، مما سبب الخلاف والانفصام في نهاية المطاف.
أصدقاء كاذبون
تكلم Bruno Gröning في تقريره الشامل الذي يشمل ٦٤ صفحة عن أعمال الاتحاد وجمعَ كامل النقاط التي قادت الى أضرار له. يصّرح في كلمته الختامية قائلا: إذا قمتُ بمقارنة محيطي السابق (المحتالون ميكيلبورغ، إيندرلين، شميد وهولسمان) ومحيطي الحالي (أعضاء الاتحاد) أتوصل الى ذات النتيجة: لقد حصل اليوم ذات ما حصل آنذاك؛ من خلال مَن اعتبروا أنفسهم أقرب وأفضل وأكبر أصدقائي حصل ذات ما حصل آنذاك. في الفترة آنذاك خدعني حرفيون قذرون. واليوم فشلوا أصدقاء وهم يراقبون وبكل هدوء أنني من خلال المحاكم ومن خلال المحاكمة ومن خلال عدم تقديم لي المساعدة ومن خلال عدم مستطاعي لزيارة مجموعاتي المحلية بسبب عدم توفير سيارة لي ومن خلال عدم فعل شيء ضد الحملات من قِبل الصحافة ومن خلال إحداث ليست إلا بلبلة، ومن خلال عدم وجود الناس حينما كنت احتاج لهم ولدعمهم بمعرفتهم المهنية والدراسية في أمور دنيوية، مما منع ما أتيتُ من أجله على هذه الدنيا.
لا أحد من ؤلائك الأصدقاء توصتَ بذاته من أجل تحرري، لا أحد كان لديه الجرأة ليدافع عني. لم يحصل أي شيء. اتُخذتْ قرارات وقرارات بالمنطق الضيق البروقراطي؛ لا أحد دافع عني حقا، لا أحد أخذ عني بجميع إمكانياته كل هذه المعارك في المحاكم وضد الصحافة ومن أجل مساعد متطوع ومن أجل السيارة التي تلفت وضد كل هذه القذارة والإفتراء الى آخره، ولا أحد مَن وقف أمامي دفاعا عني لكي أستطيع أنا فعل ما شئتُ من أجله على هذه الأرض، لأعطي الناس قوة الحياة وأهديهم الى الإيمان.
أنا أحتاج الى الهدوء ولا ينبغي أن أُمنع مراراً وتكراراً من خلال الاضطرابات الدنيوية وأحتاج الى جدار حماية يمكّنني من عطاء ما مُنح لي، فلا أحد فكّر في ذلك، لا أحد من أصدقائي، من ؤلائك الذين يريدون أن يكونوا أصدقائي؛ هذا من المؤسف ومخيب للأمل:
المحتالون حاولوا الاستفادة مني وكُشفوا رجالاً سيئين.
أصدقاء اتحاد Gröning كانوا فاترين ولا مبالين, متكاسلين، أنا لا أقول أشرار.
والنتيجة هي ذاتها : أنا لم أتحرر. أصدقاء كثيرون من إدارة اتحاد Gröning لم يوفوا بوعدهم. جميع الإجراءات أدت الى تقييدي.»
فشل طريق الجمعية
وايسر تنحى عن منصبه واتحاد Gröning الذي لم ينجع بتسجيل في سجل الجمعيات أُلغي بعد وقتٍ قصير. وحل محلها «جمعية لتعزيز أسس الحياة الروحانية الطبيعيهة». تم تأسيسها في عام ١٩٥٨ ورؤساءها كانوا إيريخ بيلتس في ألمانيا وآلكساندر لوي في النمسا. ولكن حتى هذه المجعية الأخيرة التي نشأت في فترة حياة Bruno Gröning لم تقُم بما وُعدت به. في نظامها الداخلي التأسيسي حتى لم يُذكر اسم Bruno Gröning.
المحاكمة الكبرى (١٩٥٥ - ١٩٥٧)
دعوى بسبب قتل متعمد وتبرئة مع حظر شفاء نهائي
في ٤ مارس ١٩٥٥ رفعت النيابة العامة مجددا دعوى ضد Bruno Gröning. ومن جديد اتُهم بانتهاك قانون الشفاء. في قضية أخرى اتُهم بالقتل المتعمد في حالة واحدة.
Gröning يناقض الوعد المزعوم على الشفاء وأنه يمنع المعالجة الطبية
بعد تسليمه للائحة الاتهام اتجه الى أصدقائه قائلا:«أصدقائي الأعزاء! في هذه الأيام نشرت الصحافة الكاملة والإذاعة نبأً مُغرضا ومنحازا عني تقول فيه أن النيابة العامة رقم ٢ حضّرت دعوى ضدي بسبب القتل المتعمد. يُزعم فيها أنني قمتُ في عام ١٩٤٩بوعد صبية بالشفاء التي تعاني من مرض السُل وعمرها ١٧ عاما وأنني منعتُها من زيارة مركز مصحّة وطبيب؛ وأنني أنا الآن الذي يتحمل مسؤولية وفاة هذه الصبية. مَن سمع أو قرأ هذه الأنباء بعقل صافٍ أدرك ما هو الهدف من وراءها: نشر التضليل بين أصدقائي ومنع جميع الباحثين عن الشفاء أن يهتموا بأهدافنا وبالمعرفة التي توصلتُ اليها. يُحاول بكل الأساليب والوسائل عرقلة وتعطيل نشاطاتي أنا ونشاطاتكم ونشاطات اتحاد Gröning. بالطبع تختلف الأمور عما يُنشر عنها! لا داع لشرح أصدقائي التفاصيل لأنهم يعلمون بأنني لا أعطي وعود على الشفاء و أنني لا ولن أنصح بترك أو أمنع عن المعالجة الطبية.»
إجراء تحقيقات متأخرة يثير العجب
يكمل Gröning قائلا: «في عام ١٩٥٢ أٌقرتْ برائتي، فليس من العجيب أن "قضية كوفوس"، التي ظهرت عام ١٩٤٩/١٩٥٠ لم تُطرح في محاكمة ١٩٥١/١٩٥٢، بالرغم من وجود جميع الأوراق آنذاك! أليس من اللافت للأنظار أن الإجراءات لفتح وتحضير مجدد لمحاكمتي تبدأ في ذات الفترة التي يُعلن فيها أن في ٢٢ نوفمبر ١٩٥٢ تم تأسيس اتحاد Gröning في مدينة مورناو! وتحديدا منذ يناير ١٩٥٤ تم استجواب ومراقبة العديد من قائدي المجموعات المحلية والأصدقاء وأعضاء الاتحاد من خلال الشرطة.»
رفض لشهود الدفاع وترحيب بشهود النيابة العامة
تحضيرات المحاكمة أمتدت الى أكثر من سنتين؛ إجراءات الدفاع عن Gröning واجهت أقسى التصعيبات؛ شبه جميع شهود الدفاع رُفضوا، ولكن شهود النيابة العامة تمت الموافقة عليهم؛ من بينهم اثنان من متطوعي Gröning السابقين: أوجين إندرلين و أوتو ميكلبورغ. خاصةً ميكيلبورغ، الذي كان من ضمن المتهمين في المحكمة الأولى آنذاك، قام باتهام Gröning بشكل خطير؛ حاول كل شيء لإضراره؛ في نقطة اتهام القتل المتعمد لعب دورا أساسيا. القضية حصلت في الفترة التيكان ميكلبورغ مدير Gröning.
قضية كوفوس وطرحها المزور
في نوفمبر عام ١٩٤٩ زار موظف مصرف السيد كوفوس مع ابنته روث التي كانت تناهز ١٧ عاما والتي كانت تعاني من مرض السُل الرئوي محاضرة Gröning. أدرك Gröning فورا أن للبنت لا مساعدة لها بعد وأبدى رأيه أمام طبيبٍ حاضر معهم. ولكن ميكلبورغ أصر على متابعة Gröning لحالة البنت؛ فاجتمع Gröning بعد المحاضرة مع البنت روث كوفوس يواسيها ويشجعها، طالبا من الأب أن يبادر بعد تسع أيام في القيام بفحص طبي لها. هدفه من ذلك كان رجوع البنت الى الرعاية الطبية لأن آمالها من الأطباء كانت قد خابت بشكل قاطع. فأكد له الأب على فعل ذلك.
ميكلبورغ ، دون معرفة أو إبلاغ Gröning، قام بالمراسلة بينه وبين الأب في الفترة التالية. لم يسمع مجددا عن روث كوفوس إلا في مايو ١٩٥٠. كان الأب قد قام في تلك الفترة بإرسال العديد من الرسائل يلتمس فيها من Gröning زيارةً لهم؛ ولكن ميكلبورغ لم يوصل هذه الرسائل وإنما اتفق مع السيد كوفوس على لقاء دون معرفة Gröning. قبل اللقاء بقليل قام ميكلبورغ بإبلاغ Gröning وأجبره على الزيارة.
زعم ميكلبورغ فيما بعد أنه Gröning مَن وعد البنت بالشفاء؛ مع أنه كان هو الذي أكد للأب أنه سيجبر Gröning على شفاء ابنته. كان ميكلبورغ يرى في موظف المصرف مصدرا وفيرا يُجدر نصبه ولكنه كان يحتاج الى Gröning لتحقيق غايته. بعد هذه الزيارة بفترة قصيرة انفصل Gröning عن ميكلبورغ.
أحد الاتهامات الخطيرة الذي وجّهت الى Gröning، أنه منع روث كوفوس عن المعالجة من طبيب. أما ما يتعارض مع هذا الاتهام وما يأكدون حتى شهود الاتهام أنه أوص البنت في أول لقاء بالذهاب الى الطبيب. وفي كلمة وجّهها عبر المذياع في الخاريف من عام ١٩٤٩ طلب من الناس أن "يقوموا بفحوصات طبية حتى النهاية.» . نصح الباحثين عن المساعدة أن يثقوا بطبيبهم.
روث كوفوس التي كانت قد مرت بمعالجات عديدة ومؤلمة وغير ناجحة رفضت أن تخضع لمعالجات إضافية. توفت في ٣٠ ديسمبر ١٩٥٠ بسبب عواقب المرض.
تقرير طبي يأكد إنعدام أمل الشفاء
سلط الدكتور الطبي السيد أؤتو فرايهوفر في تقريره الطبي الضوء على حالة روث كوفوس مردفا: «عند فحص رزين للحالة يجب أن يقتنع كل شخص عادي حسب تقدير إنساني، مثلما عبرتْ سلطات الصحة في مدينة سيكينغين، أن الشفاء لحالة مستعصية جدا كهذه، ووفق التقرير الطبي كانت "مهددةً للحياة" أو حتى تعتبر خطرا وشيكا. هذا وسيوافق كل طبيب واقعي ودون تحيز، الذي لا يعتبر نفسه قادرا على الاستغناء عن قدرات الطبيعة لأن لديه أحدث أنواع الأدوية، سيوافق على تقرير البروفسور ليدفين من ميونخ وفقما يصعب القول إن نسبة احتمالية الشفاء كانت عالية قبل الخامس من نوفمبر عام ١٩٤٩. ولكن حسب اعتقادي ما يثير الانتباه هو أن المريضة عاشت حتى ٣٠ ديسمبر مما يعني أن تأثير Gröning لعله ساعد في تأجيل الوفاة ومد الحياة بقليل. باختصار أريد ختام تقريري بأن التصريحات التالية:»وجدتْ آمال على الشفاء" و "كان يمكن مد مدة حياة المريضة كوفوس لو لم يتقرب Gröning منها" هي بالتأكيد لا يمكن التنبؤ بها وبالتالي لا تُبرر.»
حكم القضاء الفاشل
في يوليو ١٩٥٧ عُقدت جلسة المحاكمة في قضاء ميونخ الإقليمي. تبرأ Bruno Gröning من تهمة القتل المتعمد. وبسبب انتهاك قانون الشفاء أدين بدفع ٢٠٠٠ مارك ألماني.
مع أن الحكم أبدى إيجابيا في أول الأمر كان بالنسبة له غير مقبول. أصبح الحكم مساويا لحظر عمله وبسبب خطأ محاميه الذي اعتبر الحكم أفضل بكثير من Gröning نفسه، لم يقوم المحامي بالاستئناف بل المدعي العام. الجلسة الثانة عُقدت في النصف من يناير ١٩٥٨ في ميونخ.
اِتحاد Gröning
آمال على عمل حر من خلال الجمعية
ليتمكن من الوصول الى أكبر عدد من الناس رغم منع الشفاء المفروض عليه، بدأ Bruno Gröning من مطلع الخمسينات بإنشاء المجموعات المحلية. كان يلقي محاضرات فقط، مركّزا كل مساعيه على نقل معرفته على الباحثين عن المساعدة.
حماية قانونية ومجلس إداري مرموق
في ٢٢ نوفمبر ١٩٥٣ سمح بإنشاء المنظمة الجامعة، إتحاد Gröning، في مدينة مورناو/سيهاوسن. كان من المخطط أن يتم تسجيل الإتحاد في سجل الجمعيات لمنح Bruno Gröning الحماية القانونية لعمله ولتجنبه هكذا مخالفة قانون الشفاء بشكل نهائي.
من ضمن أعضاء إتحاد Gröning كانت الشخصيات المرموقة مثل: Graf Zeppelin, Graf Matuschka, Anny Freiin Ebner von Eschenbach، Dipl. Ing. Hermann Riedinger و Direktor Konstantin Weisser. في البداية كان أيضا من ضمن المؤسسين Rudolf Bachmann، لكن فَصَله الإحاد سريعا ما. رئيسه لمدى الحياة كان Bruno Gröning.
نهج الجشع لدى أمين السر يتغلب على خير المرضى
أمين السر للاتحاد كان الصحفي والمحرر إيغون أرثور شميد من مدينة هايدلبرغ. من فترة هيرفورد وهو من مقربي "دكتور المعجزات" وكان قد أسس جمعية «حلقة أصدقاء Bruno «Gröning. لكنه لم يخدم أهداف Bruno Gröning، فتم حله بعد فترة قصيرة. انفصل Bruno Gröning عن شميد لأنه اختلس أموال التبرعات.
في عام ١٩٥٢ تقرب شميد مجددا من Bruno Gröning قائلا إنه أدرك أخطاءه وسأل أن يُمنح له المجال بالمشاركة في بناء العمل، فسمح Bruno Gröning بأن يعود كمتطوع؛ اتيح لشميد فرصة جديدة ليبين هل إذا كان معنيا بخير المرضى أم فقط بمصلحته المادية.
في عام ١٩٥٥ انفصل Bruno Gröning نهائيا عن شميد لأنه لم يغير من نهجه. كان لا يزال يحاول الاستفادة من قدرات Gröning. بعد الانفصال بادر شميد بإجراءات قضائية ضد Gröning. كان قد يطالب بتعويض مالي كمتطوع.
مَن يعمل من أجل مَن ولأي سبب – الاتحاد من أجل عمل Gröning أو عمل Gröning من أجل الاتحاد؟
استلم كونستانتين وايسر وهيرمان ريدينغر إدارة الاتحاد؛ بدا هذا وكأنه عامل يبشّر بالخير لأنهما كانا مُلمّيَن بأمور إدارية، يقدمان هكذا الثقافة اللائقة لبناء عمل Bruno Gröning. ولكن حمل الأمر في طياته خطر الكبرياء إزاء إرادة العامل البسيط لأنه، Gröning، لم يكن من نفس مستواهما التعليمي.
ومع مرور الوقت تطورت الأمور فعلا بهذا الاتجاه، فاستصعبا الرجلان استرشادهما ب Bruno Gröning. بدا وكأنهما نسيا أن الاتحاد ليس حاملا اسم Bruno Gröning فحسب وإنما تم تأسيسه من أجل رسالته. أصبح اتحاد Gröning بالنسبة لهما غاية في حد ذاتها. هدفه الأساسي، مساعدة المعانين، صار غائبا عن نظرهما. بدا وكأنهما أصبحا ينكران أن الشفاءات كانت تحصل من خلال Gröning وليس من خلال الاتحاد.
فأخذ اتحاد Gröning مع مرور الوقت اتجاها مناقضا من المقصود. أما الرجل الذي كان يحمل اسمه، فاصبح الاتحاد سجنا بالنسبة له؛ وبدلا من أن يعطيه الحرية كان يحصره فيما بعد.
المحكمة الأولى حول حظر الشفاء (١٩٥١ – ١٩٥٢(
عمل Gröning ، هل هو معالجة بالمعنى الطبي؟
إتهامه بسبب ممارسة علم الشفباء بدون ترخيص
في عام ١٩٥١ / ١٩٥٢ جُرّ Bruno Gröning أمام القضاء في ميونخ بسبب تهمة ممارسة علم الشفاء غير القانونية. بعد أن اعتبرتْ الوزارة الداخلية في عام ١٩٤٩ في مقاطعة بفاريا عمله ك " عمل حُر من أجل المحبة"، أقرتْ الآن أنه يساوي عمل ممارسة الشفاء بالمعنى الطبي.
استندت التهمة على قانون الشفاء من العام ١٩٣٩ الذي منع آنذاك قانون حرية الشفاء ووضع علم الشفاء بأيدي الأطباء النازيين.
الحجج والحجج المضادة لتهمة انتهاك قانون الشفاء
تم حكم البراءة لBruno Gröning في قضاء الدرجة الأولى والثانية. رئيس المحكمة الإقليمية نص في إصدار الحكم في مارس ١٩٥٢ على أن:
«المحكمة تعتبره وقاحةً أن يُحكم المتهم وفق تقارير متحيزة؛ هل إذا يخضع عمل Gröning فعلا لقانون الشفاء هو أمر مشكوك به للغاية لأنه يقع في مجالٍ لم يتم دراسته جيدا حتى الآن.
في محكمة الاستئناف صدر الحكم بالبراءة ولكن اعتُبر عمل Gröning خاضعاً لمفهوم قانون الشفاء:
«المتهم قام ودون تصريح ودون ترخيص كطبيب بعمل تشخيص وشفاء وتخفيف الأمراض والآلام أو أضرار جسدية عند الناس التي يعتبر من مجال علم الشفاء الخاضع لقانون الشفاء. ..»
قرار الإعفاء من المسؤولية في حالة خطأ يعني بنفس الوقت منع الشفاء
ينص الحكم على ما يلي:«مع هذا لم تتم محاكمة المُتهم نظرا الى التهمة لأنه كان يقوم بممارسة الشفاء بالخطأ المعفي عن المسؤولية وبدون قصد.»
بسبب الخطأ المعفي من المسؤولية الذي اتُهم Bruno Gröning به والذي تم تصريحه من خلال الحكم، أدى وبالرغم من تبرئته الى منع الشفاء في الوقت نفسه. من الآن فصاعدا وجب على Bruno Gröning أن يعرف أن عمله يُعتبر ممارسة الشفاء ولذلك خاضعا لقانون الشفاء وبالتالي ممنوعا. خلفية عمله الكاملة التي لا تخضع لمفهوم ممارسة الشفاء بالمعنى الطبي لم تُدرك من قِبل السلطات.