السماح للمحتالين بالتقارب
كان Bruno Gröning يعطي فرصة التراجع لجميع الناس
دَفعات بالإجبار – متطوعون يظهرون وجههم الحقيقي
كان بعض الناس وبشكل متكرر يحاولون التقارب من Bruno Gröning بحجة الرغبة بدعمه. لكن كان الكثير منهم معنيين فقط باستغلال قدراته لأسباب تجارية. بدى وكأنه يجذب ؤلائك الناس بشدة. عندما لم يفلحوا بتحقيق هدفهم أو عندما كان Gröning ينفصل عنهم، قاموا بمحاولة إجباره على دفع مبالغ من خلال جرّه الى محاكم طويلة.
منهم السيدة هولسمان التي وزوجها استقبلا Bruno Gröning ضيفا في بيتهما بصدر رحب في مدينةهيرفورد إمتنانا لشفاء ابنهما. بعد أن اتضح أنها لا تستطيع كسب المال من خلال Gröning قامت برفع دعوى أمام محكمة العمل. طالبت بتعويض الوقت الذي تطوعت له آنذاك كمعاش لها. أُجبر Bruno Gröning حتى آخر حياته بدفع قسطٍ لها كل شهر؛ وهذه الحالة لم تكن استثنائية؛ بهذا الشكل وبآخر كشف الكثير من متطوعيه نياتهم الحقيقية.
„وجود ؤلائك الناس كان من الضروري أيضا لكشف الإنسان على حقيقته"
لماذا اذاً سمح Bruno Gröningببؤلائك المساعدين الكاذبين أن يتقربوا منه بهذا الشكل؟ لماذا لم يمنع "التُجار الطمّاعين" من حوله؟ في أحدى محاضراته في أغسطس عام ١٩٥٠ في ميونخ رد على هذا السؤال قائلا: ما من محاولات قام بها الناس لكسب المال من خلال هذا الرجل الصغير ومعرفته وقدرته؛ اعتقدوا أنهم اكتشفوا منجم ذهب؛ وأتيحت للبعض منهم الفرصة لكسب المال ولكنهم لم يستطِعوا الانتفاع منه والحمد لله. اذاً كان من المفروض وجود ؤلائك الناس للكشف عن نياتهم ومَن هو الإنسان وأن الإنسان مستعد أن يمشي على جثثٍ ولم يسأل هل أذا تمت مساعدة المريض أم لا؛ يوجد أشخاص يمشون على جثث ويستطيعون تجاهل المريض في مأساته؛ ؤلائك الناس لم يهتموا بهذا الأمر ولم يتركوا حيلة للتقارب مني. أعلم بأن يُطرح بعض الأحيان السؤال: "اذا أدرك هذا الرجل الأمور بهذا الوضوح لما لم يعرف ذلك، لربما لا يعرف شيئا". "كيف واذا أعرف شيئا ستعلمون به بشكل تدريجي؛ وإنما هذا الأمر فكان من الضروري أن يحصل؛ هذه المادة كانت ناقصة لهذا البناء لشق وتحرير الطريق من أجلكم.“
إذاً كل أحد يعرف مَن هم"
السيدة غريتي هويسلر (١٩٢٢-٢٠٠٧(، من المشفيات ومتطوعة منذ مدة طويلة ل Bruno Gröning ومؤسسة "دائرة أصدقاء Bruno Gröning تصف في كتابها "هنا الحقيقة عن وحول Bruno Gröning“ الواقعة التالية: „في أحدى المرات عند وداعي للسيد Gröning وأنا متمنية له قائلة: „يا سيد Gröning ،أنا أتمنى لك أن تجد الهدوء لعملك وأن لا تُستغل من قِبل المتطوعين الكاذبين" رد علي وأنا مندهشة للغاية: „كليا خطأ، يجب أن يكون الأمر هكذا!“ أنا لم أفهم كلامه أبدا آنذاك ولكنه فهّمني لماذ وجب عليه فعل وتحمل كل هذا؛ وأباح لي هكذا بسرٍ كبير: „أنا أدري ماذا يحمل إنسانٌ في داخله، ولكن لو قلتُ للناس: „إنه محتال وسرّاق" لا يصدّقني أحد. أذاً ماذا علي فعله؟ يجب أن أسحب ؤلائك الناس الي ويجب هدايتهم وتوجيههم الى التراجع وإعطائهم الفرصة للكذب والاحتيال والسرقة، وإذا قاموا بالشيء على رغم من ذلك فيعرف كل أحد مَن هم. بما معناه إني أسمح لهم بالتقارب مني كليا ولا أكون جبانا بل أقاوم.“
سبل جديدة وطرق مقفلة
رجال أعمال حول غرونينغ
مدير أعمال لغرونينغ يشهر نفسه في نطاق شروط محددة
وشكرا له على شفاء زوجته، أراد رجل أعمال من وانجيروج " Wangerooge " مساعدة برونو غرونينغ وقدم له خططا ملموسة لبناء منازل الصحة. وافق برونو غرونينغ وأصبح ميكلبورغ "مديرا" له.
في نهاية ديسمبر، ذهب كلاهما إلى وانجيروج "Wangerooge". تحدث غرونينغ خلال التجمعات التي نظمتها ميكيلبورغ وشهد عددا لا يحصى من العلاجات. وضع ثقته بهذا الرجل تماما. في بيان مصادق عليه بتاريخ ٨ يناير ١٩٥٠، وضع مصير عمله في يدي ميكلبورغ بشكل تام.
"ويعلن السيد غرونينغ موافقته على مشروع السيد ميكلبورغ ويتعهد بأن يسخر نفسه تماما لهذه القضية، ويدعم السيد ميكلبورغ خلال تأسيس الجمعية وخلال كل نشاط لاحق وبشكل عام بالقيام بكل ما هو ممكن لخدمة الجمعية. ويلزم هذا الالتزام السيد غرونينغ شخصيا على العمل سويا مع السيد ميكلبورغ وكذلك بالرابطة المستقبلية والأهداف المذكورة آنفا. كما يتعهد السيد غرونينغ بعدم منح هذا الدعم لأي شخص أو مجموعة أخرى من الأشخاص. وسوف ينفذ نشاطه فقط في إطار الجمعية وبالاتفاق مع السيد ميكلبورغ "
في بداية يناير، أنشأ ميكلبورغ "جمعية البحث عن أساليب الشفاء حسب غرونينغ" عين نفسه كأمين العام ومنح نفسه راتبا شهريا قدره ١٠٠٠. ديمارك. لم يدفع لبرونو غرونينغ أي مبلغ مالي. اتضح أن ميكلبورغ لم يف بوعوده. كان قد رأى في غرونينغ مصدرا للمال فقط وسخر منه بقوله أنه "أفضل حصان في الإصطبل". لم يهتم أبدا بالمرضى. كان قد ربط غرونينغ عن طريق هذا العقد بشخصه و " المعالج المعجزة" كان عليه أن يفعل ما هو مطلوب منه.
لم يتمكن غرونينغ من الانفصال عن ميكلبورغ إلا في يونيو ١٩٥٠، الشيء الذي نتجت عنه صرخات الإنتقام التالية:"سوف أقوم بإبادة غرونينغ هذا وسوف أحطمه تحطيما."
المعالج الذي يقدم محاضرات
عمل غرونينغ بعدها لبضعة أشهر مع ممارس من ميونيخ إسمه أوجين إندرلين، الذي كان قد حصل على علاج في ترابيرهوف وعرض على غرونينغ القيام بمحاضرات في مكتبه. ولكن أثبت إندرلين أنه رجل أعمال أيضا. لم تكن نيته المساعدة بل كان يفكر فقط في الحصول على الثراء بفضل "ظاهرة غرونينغ". انفصلا عن بعضهما البعض في نهاية العام، وفشلت محاولة التعاون من الجديد في ١٩٥٢/٥٣ لنفس الأسباب.
ممارس طموح
في وقت لاحق قام غرونينغ بمحاضرات في معاش " Weikersheim " في " Gräfelfing ". ورحب به الصحفي الدكتور كورت ترامبلر إلى بيته ونظم الاجتماعات. كان يعرف غرونينغ منذ خريف عام 1949. في ذلك الوقت، كان قد ذهب إلى ترابيرهوف كمراسل لصحيفة ميونخ و قد شفي بشكل غير متوقع بساقه. امتنانا له، كتب كتاب "التحول الكبير". وتدخل لصالح غرونينغ مع السلطات. كخلال فترة العمل مع إندرلين، حضر الكثير من الناس المهتمين في مؤتمرات "غرافلفينغ"، وحصلت حالات شفاء مذهلة هناك. ولكن العلاقات مع ترامبلر انتهت أيضا بالفشل. في يوم من الأيام، قال أنه يعتقد أنه تعلم ما يكفي من غرونينغ، فانفصل عنه وأعلن أنه معالج مستقل.
ترابيرهوف، تجمع الحشود في روزنهايم
في سبتمبر 1949 تجمع ما يصل إلى ٣٠٠٠٠ شخص يبحثون عن مساعدة يوميا أمام Gröning
بعد انتهاء اختبارات هايدلبرغ خلال أغسطس 1949 رحل Bruno Gröning إلى جنوب ألمانيا. أراد الهروب من الاضطرابات حول شخصه واستقر بمنطقة خصوصية بالقرب من روزنهايم. تمكن في البداية من الحفاظ على عنوانه في السر. ومع ذلك، بعد أن كشفت الصحف الأولى وصوله إلى بافاريا، بدأت حركة جماعية حقيقية.
توافد ما يصل إلى ٣٠٠٠٠ شخص يوميا إلى ترابيرهوف في روزنهايم. وحكت الصحيفة والاذاعة والاخبار الاسبوعية عن ذلك. تم أيضا تسجيل فيلم عنوانه "Gröning"، لتوثيق كل ما يجري حوله.
أحداث شبيهة بما ذكر في الإنجيل
كتبت الصحيفة Zeitungsblitz في طبعة خاصة من الأسبوع الثاني من سبتمبر "وفي الوقت نفسه، تجمع أكثر من ١٠٠٠٠ شخص، وانتظروا لساعات طويلة في الحرارة الشديدة لحظة ظهور Bruno Gröning على الشرفة، حيث تحدث إلى الحشد و أرسل إشعاعات طاقته الشافية. كان الناس يتزاحمون جنبا إلى جنب لتحقيق أقصى استفادة من موجاته الشافية. وبالفعل ظهرت عالامات التأثير لدى العاجزين والجالسين على الكراسي والكراسي المتحركة وحتى لدى الناس المتواجدين في المحيط. ومن جديد استعاد المصابون بضعف في البصرالرؤية، وتمكن المعاقون حركيا من الوقوف ، وحرك المشلولون أطراف جسمهم من جديد. وتحدث المئات من الناس عن ألم متزايد في الأماكن المريضة،عن أمغاص، عن وخز أو تنمل، وشعور لا يوصف "بالخفة" أو اختفاء صداع بالرأس فجأة"
هذه المشاهد الشبيهة بمعجزات التوراة لم تحدث فقط في ترابيرهوف، بل أينما ظهر Gröning، فقد كان محاطا على الفور بعدد كبير من المرضى. تصف أنيتا هوهن ردود الفعل حول Gröning في كتابها "المعالجون اليوم" : وكانت هذه مشاهد نموذجية كالتي وصفها الصحفي رودولف سبيتز خلال زيارة Gröning في سبتمبر 1949 في ميونيخ:
في الساعة السابعة مساء، كان الآلاف يقفون في"سوننستراش" (شارع الشمس). وفي الساعة ١٠:٣٠ مساء، كانوا لا يزالون هناك. لقد عشت أشياء كثيرة خلال خمس سنوات من الحرب، ولكن لم يقلب كياني كما في الأربع ساعات التي كنت جالسا خلالها أمام Gröning، وسط مشهد رهيب من البؤس والمعاناة . مصابون بالصرع، رجال مكفوفون ومشلولون يستندون على عكازاتهم ويتوجهون إليه. وسلمت الأمهات أطفالهن المشلولين إلى Gröning. كان هناك إغماء وأدعية والنذور وصلوات وتنهدات. "
تأييد الهيئات الحكومية
واصلت أنيتا هوهن ذاكرة ما كتبه الصحفي رودولف سبيتز: "كان هنالك مرضى مستلقون على نقالات ومشلولون. شهد صحفي آخر من ميونيخ،الدكتور كورت ترامبلر، حشدا هائلا، في ترابيرهوف في روزنهايم حيث كان Gröning يُقيم في ذلك الوقت. وجاء ترامبلر كمراسل للصحيفة الأسبوعية Münchner Allgemeine وهو صحفي دقيق لا ينقل إلا ما رآه وسمعه بنفسه: "نسمع الآن من الشرفة صوتا ليس من Gröning فنسرع إلى النافذة. يخاطب مدير شرطة ميونيخ بيتزر الحشد، ويذكر أن عرق النسا، الذي كان يعوقه لسنوات قد تحسن حاله في وجود Gröning. بيتزر هو في الحقيقة ليس رجلا ذا ميل للحساسية المفرطة، لكنه يمكن أن يشهد بما لاحظه وعاشه بنفسه، وهوالآن يساند Gröning رسميا. والسيد هاجن، النائب الاوروبي بال "CSU" يقتدي منه بتقديم بيان مماثل. "
وكان موقف الإدارة البافارية أيضا لصالح Bruno Gröning. نشرت الصحيفة "Münchner Merkur" في ٧ سبتمبر ١٩٤٩تحت عنوان "حسن التعامل تجاه Gröning" ما يلي: "قال وزير الدولة الدكتور إيهارد في مؤتمر صحفي يوم الاثنين أن العمل من طرف " شخصية استثنائية "مثل Bruno Gröning لا ينبغي أن تتم عرقلته من خلال الفقرات. ووفقا له، فإن إعطاء الإذن بالشفاء ل Gröning في بافاريا لا ينبغي أن يواجه صعوبات كبيرة."
وقال وزيرالداخلية البافاري في نهاية الطبعة: "التحقيق المؤقت حول نشاط الشفاء الذي يمارسه Bruno Gröning أظهر أنه يمكن اعتباره كمجرد عمل من دافع الحب وأنه لا يتطلب الترخيص الذي ينص عليه القانون الذي ينظم نشاط المعالجين."
بعد الافتراء،الانتقال إلى التوثيق الطبي لحالات الشفاء
حدث اضطراب كبير في ترابيرهوف حول Gröning، وظهر العديد من المستغلين الذين أرادوا الاستفادة من قدراته. أَضَرُّوا باسمه وسمعته، وأدى هذا إلى تراجع السلطات عن موقف التضامن. وعندما لم يعد يمكن تحمل الوضع، انعزل Gröning في الجبال البافارية. أراد الرد على بعض العروض لبناء المنازل الصحية. وكان هدفه إنشاء مؤسسات يتلقى فيها الأشخاص الذين يلتمسون المساعدة الشفاء في ظل ظروف محددة. كان على الأطباء إجراء فحوصات قبل وبعد، على سبيل مثال هايدلبرغ، وتوثيق العلاجات التي وقعت.
„الظاهرة غرونينغ“ والعلوم
التحقق من الجانب الطبي والوعد بنشر تقرير الخبراء
خلال فترة هرفورد قام الخبراء في المجال الطبي بالتحقيق حول حالات الشفاء التي حصلت من خلال غرونينغ. ذهب الطبيب النفسي وطبيب ماربورغ، الأستاذ الدكتور ه. ج. فيشر، إلى هيرفورد مع فريق من المبعوثين الخاصين،وأجرى محادثات مع الأشخاص الذين حصلوا على الشفاء، وفوجئ حين تحقق من أن "طريقة" غرونينغ كانت ناجحة بالفعل. وبعدها، تعهدت صحيفة Revue بتفسير "ظاهرة غرونينغ" علميا. وكان من المقرر دراسة "طريقة شفاء" "الطبيب المعجزة" في مستشفى جامعة هايدلبرغ.
وافق برونو غرونينغ على اقتراحات الطبيب فيشر، لأنه وعده بتقرير خبير إيجابي في حال حصول نتيجة إيجابية. أمل غرونينغ أن تكون هذه وسيلة لمواصلة المساعدة على الشفاء بحرية.
الشفاء في وجود الأطباء "برونو غرونينغ ليس بمشعوذ"
في 27 تموز / يوليو، بدأت الاختبارات. وقد تم اختيار الأشخاص الذين سيتم إثبات قدراته عليهم من بين ٨٠ ألف طلب للمساعدة التي تم إرسالها إليه. تمت إضافة بعض المرضى من عيادة لودولف-كريهل في هايدلبرغ. تم فحص جميع المرضى بشكل دقيق مسبقا وتم إجراء تشخيصات دقيقة أيضا. بعدها ذهبوا إلى غرونينغ، الذي قام بممارسة "طريقته" عليهم في حضور الأطباء، الذين شهدوا بعض حالات الشفاء العفوي. وأكدت الفحوصات اللاحقة في العيادة على الشفاء التام. حتى الأمراض المستعصية والغير القابلة للعلاج كحالة بيشتيريف تم شفاؤها.
في تقرير خبير تم نشره في صحيفة Revue أوضح البروفيسور فيشر بصراحة أن برونو غرونينغ ليس بمشعوذ وإنما هو طبيب روحاني يمتلك هبة طبيعية. وهكذا فقد حاول أن يشرح "ظاهرة غرونينغ" كما تمكن من فهمها ولكن دون الاعتراف بحقه أو إقرار العدل.
غرونينغ يرفض تحقيق الربح
كان التقرير النهائي سيظهر بعد تحليل جميع النتائج. وأكدوا لبرونو غرونينغ أن الطريق سيكون مفتوحا بالتأكيد لممارسة نشاطه في المستقبل. في هذه الأثناء قدم البروفسور فيشر وفون فايززيكر (الذي ترأس الشركة بأكملها) الاقتراح التالي إلى برونو غرونينغ: أرادوا إنشاء بيوت صحية يمكن أن يعمل فيها جنبا إلى جنب مع الأطباء، ولكن التسيير واختيار المرضى سيظل بين يديهما.
برونو غرونينغ يقول في هذا الموضوع: "تم وضع الشروط المالية التي وضعها البروفيسور ف. بطريقة لم تكن مقبولة بالنسبة لي. بالطبع كان هناك العديد من المقابلات حول هذا الموضوع، وأيضا مع السادة الذين يرغبون في تمويل هذا العمل. لم أتمكن من الموافقة على هذه المقترحات ورفضتها للأسباب التالية: 1. لم يكن لدي فلس واحد، وبالتالي لم أتمكن من تقديم التزامات مالية لن أستطيع الاحتفاظ بها . 2. لم أفكر أبدا في اتخاذ هذا العمل كمشروع تجاري. ونتيجة لذلك، كانت كل هذه المتطلبات مستحيلة بالنسبة لي. وبالإضافة إلى ذلك، أردت فقط أن أمارس ما أميل إليه، أي: مساعدة الناس الذين يسعون للحصول على المساعدة وأن أضع نفسي تحت تصرف الأطباء والمعالجين النفسيين، ولكن لم أسع أبدا لتحويل هذا إلى نشاط تجاري."
عدم تقديم تقرير الخبراء والصراع الناشئ مع القانون التشريعي
أثاربرونو غرونينغ انتباه الأساتذة بعد رفضه لاقتراحاتهم، ولم يتم نشر تقرير الخبراء الموعود به. وبدلا من منحه الفرصة للممارسة بحرية، تم اعتراض طريقه وعرقلة نشاطه. وخلال الاختبارات السابقة حول "طريقة الشفاء"، تم التعليق باستعمال تعابير مثل "العلاج"، "المريض"، وهلم جرا. وتم وصف عمله وكأنه نشاط طبي. ونتيجة لذلك، لم يكن هنالك مفرا من وجود نزاع مع القانون الذي ينظم نشاط المعالجين.
١٩٤٩ ـ في مركز الأخبار والوسائل الإعلامية
نشاط برونو غرونينغ في هيرفورد
آلاف المرضى والباحثين عن المساعدة يحاصرون غرونينغ
ديتر هولسمان، الذي عمره تسعة أعوام، كان طريح الفراش لفترة طويلة. كان يعاني من ضمور العضلات التدريجي ولم يتمكن أحد الأطباء أو الأساتذة الذين تمت استشارتهم من مساعدته. بعد رعاية برونو غرونينغ له، أصبح الطفل قادرا على المشي من جديد. تأثر المهندس هولسمان كثيرا بشفاء ابنه، وطلب من ضيفه البقاء عنده. أراد استدعاء مرضى آخرين حتى يتلقوا المساعدة من طرف "الرجل المعجزة" ـ كما كان يلقبه هولسمان.
وافق برونو غرونينغ على هذا الاقتراح وأصبح عدد الناس الباحثين عن الشفاء يزداد يوما بعد يوم. المزيد والمزيد من الناس سمعوا بالأحداث المدهشة المتعلقة بغرونينغ. في وقت قصير، كان اسمه في كل فم. تحدثت الصحف عن "الطبيب المعجزة"، وفي المنطقة البريطانية شكل أهم أخبار اليوم. توافد الآلاف على ساحة ويلهلم وتجمعت الحشود حول المنزل.
كتب مانفريد لوتغنهورست من صحيفة Münchner Merkur :"في يوم ٢٤ من يونيو سنة١٩٤٩، من ضمن أيام أخرى، عندما وصلت إلى هيرفورد في الساعة ١٠:٣٠ صباحا، كان ما يصل إلى ١٠٠٠ شخص أمام منزل صغير من طابقين في ويلهلمبلاتز. كانت صورة لا توصف من المعاناة. مشلولون في الكراسي المتحركة أو يحملهم أقاربهم، مكفوفون، صم وبكم، أمهات مع أطفال حمقى ومشلولين، عجائز ورجال شباب يدفعون بعضهم البعض ويئنون من الألم بعدد كبير. توقف ما يقرب من مائة سيارة وشاحنة وحافلة على ويلهلمبلاتز، وكلها جاءت من بعيد. "
الشلل، قرحة المعدة، والعمى:"نظر إلي السيد غرونينغ، وأنا الآن في كامل صحتي"
كتب مانفريد لوتغنهورست أيضا، كنت أسأل المرضى:"هل تظنون أنكم ستتلقون الشفاء؟"، أجابوني نعم بإشارة برأسهم. أجابني أحدهم:"كان عليك الحضور هنا في الليلة الماضية، حيث كان السيد غرونينغ في فيرسين في راينلاند وهنا في ساحة الفناء خمسة مشلولين تمكنوا من الوقوف وغادروا المكان وهم مشفون. حصل شفاء عن بعد في هذه الساحة، ولقد أكد المرضى الآخرون ذلك.
واصلت طريقي ضمن الحشود وأنا أسجل القصص الإعجازية، التي كان بإمكاني تأليف كتاب بأكمله نظرا لعددها. وبينما كنت أحاول إشعال سيجارة، سألي شاب بجانبي:"أيمكن أن تبيع لي واحدة؟"، كان يرتدي لباسا عسكريا ويبدوا وكأنه عائد روسي. أعطيته سيجارة. أشعلها وقال: "أترى، أستطيع أن أفعل كل شيء بنفسي من جديد". في الوقت نفسه قام بتحريك ذراعه الأيمن وكذلك أصابعه وساقه اليمنى. سألته: "هل شفيت من خلال غرونينغ؟" نعم، في روسيا كنت مشلولا من الجانب الأيمن. نظر السيد غرونينغ إلى وجهي والآن أتمتع بصحتي الكاملة. لا أستطيع أن أصدق ذلك. وقام بتحريك أعضاء جسمه وهو مسرور.
توجهت إلى مجموعة من الناس تجمعوا حول امرأة ذات شعر أصابه الشيب عمرها حوالي أربعين عاما. سمعتها تقول: "بالطبع، شفيت أيضا من قبل السيد غرونينغ. كنت مصابة بقرحة معدة شديدة، فقدت الكثير من الوزن ولم يكن بإمكاني النوم بسبب الألم. كنا اثني عشر شخصا عند غرونينغ [...] نظر إلي وكان لدي شعور بأن القرحة كانت تسقط مثل حجر على الأرض. وبما أنني لم يعد لدي أي ألم وازداد وزني، كما أن الإشعاعات الطبية أكدت بكل وضوح ا ختفاء قرحة المعدة تماما، قررت أن أضع نفسي تحت كشف مجلس التحقيق الطبي. أستطيع أن أقول لكم انهم فوجئوا جدا! "
استمرت المرأة في الحكي :"ولكن هذا لا شيء. في الأسبوع الماضي كان رجل أعمى واقفا هنا في هذه الساحة. انتظر عدة أيام وليال. وبما أنني كنت آتي هنا في كثير من الأحيان لاحظت ذلك. لقد آلمني حاله ودعوته لتناول الطعام. "لا،" أجابني قائلا: "يجب أن لا أفوت لحظة ظهور السيد غرونينغ" لذلك أحضرت له بعض قطع الخبزووعدته بأن أقوم بما يجب حتى يصل إلى المحطة. "أنا لن أحتاج إلى أي شخص لأنني سأستطيع الذهاب لوحدي إلى المحطة". وشهدت ذلك بأم عيني. جاء السيد غرونينغ و هتف الشاب، "أستطيع أن أرى!" والواقع أن الحجاب أمام عينيه قد تبدد. وصف حقيبة كنت أحملها في يدي وقال: "هناك سيارة هناك، ويمكنني أن أرى الرقم." وذهب لوحده إلى المحطة. كل الأشخاص من حوله بكوا من الفرحة.
الإدارة والمجمع الطبي ينطقان بحظر الشفاء
وفي وقت قصير جدا، اهتمت السلطات وخاصة في مجال الصحة بالقضية. تم تشكيل لجنة تحقيق، وتم منع برونو غرونينغ من ممارسة نشاطه. كان بعض الأطباء ذوي الحضور والتأثير في محيطهم أكبر أعداءه وقد بذلوا قصار جهدهم لوضع حد للشفاء وطالبوا بأن يقدم إلى التحقيق العلمي لإثبات وفحص قدرته على الشفاء. وتؤكد البيانات التالية التي أدلى بها الأطباء المشاركون على نواياهم وراء هذا المنع:"بإمكان غرونينغ أن يثبت ما يريد، ولكننا لن نعطيه الإذن للشفاء"." إن التعامل مع غرونينغ انتهاك للشرف المهني للأطباء".في نهاية يونيو، كان عليه أن يترك هيرفورد نهائيا. كل الجهود المبذولة للحصول على الإذن للشفاء باءت بالفشل.
الطريق المسلوك والمراحل الحاسمة في حياته
التمهيد لمهمته في المستقبل
سنوات التعليم المهني المفروضة وعدم إتمامها
بعد المدرسة الابتدائية انضم برونو غرونيغ لمدرسة التجارة، ولكنه لم يتمكن من إنهاء دراسته بعد زيارته للمدرسة لمدة سنتين ونصف، بسبب إلحاح والده على التوقف. بكون الأب مسؤولا عن مشاريع البناء، رغب أن يتبع ابنه نفس المنهاج ويتعلم حرفة في مجال البناء. بدأ برونو غرونينغ بسبب ذلك في تعلم النجارة، ولكنه لم يستطع إتمام تعليمه، بسبب الاضطرابات الاقتصادية بعد فترة الحرب ، حيث أقفلت الشركة التي كان يمارس فيها التلمذة أبوابها بسبب نقص الطلب، ثلاثة أشهر قبل انتهاء فترة التعليم. قام بعدها بممارسة أعمال جد متعددة. كتب إيغون أرتور شميدت عن هذه المرحلة:
" نجح في كل الأعمال التي مارسها"
"قال لي العديد من زملائه أنه كان يتمتع بخصوصية النجاح في جميع الأعمال التي يقوم بها، سواء إصلاح الساعات، أو أجهزة الراديو، أو من خلال عمله كقفال. كان موهوبا بشكل خاص في الأمور التقنية، ولم يتردد أبدا في القيام بالأشغال الشاقة والأكثر تطلبا من الناحية الجسدية. لما كان يعمل بميناء، كان يسحب الحبل كأي من أصحابه. لم يكن يتعجب من كل ما يحصل، لأن كل هذه التجارب كانت جزء من طريق المشقة العميق قبل أن يصل إلى القمم. يقول المثل الصيني القديم: "الذي لم يسلك طريق المعاناة أبدا لن يصبح قديسا" هناك ما يكفي من الأدلة والشهادات من طرف رفاقه السابقين، تلقيت واحدة منها مؤخرا من طرف شخص عمل لمدة عام مع برونو غرونينغ، حيث قال ببساطة ودون تحفظ أن لديه ذكريات جيدة وأن برونو غرونينغ كان أفضل عامل و الرفيق الأكثر صدقا و إخلاصا الذي شهده في حياته."
الزواج ومصير الأسرة
تزوج وسنه واحد وعشرون سنة، ولكن زوجته لم تكن بأي حال من الأحوال متفهمة. أرادت أن يكرس وقته للحياة الأسرية البرجوازية الضيقة واعتبرت الشفاء "هواية". توفي إبناه هارالد وجونتر المولودان في عامي ١٩٣١ و ١٩٣٩ في سن التاسعة. بالرغم من أن عدة أشخاص حصلوا على الشفاء عن طريق برونو غرونينغ، لم تؤمن غرترود غرونينغ بالطاقة الشافية التي كان يمتلكها زوجها. سلمت إبنيهما إلى الأطباء عوض أن تسلم أمرهما له، ولكن لم يكن بإمكان الطب الحديث القيام بأي شيء. توفي الصبيان في المستشفى، هارالد في عام ١٩٤٠ في دانزيغ، غونتر في ١٩٤٩ في ديلنبورغ. كانت هذه التجارب قاسية بالنسبة لبرونو غرونينغ. حتى بعض مضي سنوات، كانت تمتليء عيناه بالدموع عندما كان يتكلم عن ابنيه.
وهكذا كانت الفترة بين الحربين استعدادا له لنشاطه المستقبلي. كان عليه أن يمر من العديد من التجارب المريرة ليكون قادرا على فهم الناس في أي حالة ويشعر بضيقهم ومعاناتهم.
المساعدة بدلا من إطلاق النار في الجبهة وخلال مرحلة الأَسْرِ.
خلال الحرب العالمية الثانية تم تجنيده عام 1943 في الفيرماخت. كانت هناك عدة احتكاكات مع رؤسائه، ولكونه رفض إطلاق النار على الرجال، تم تهديده بمحكمة الحرب. وأخيرا كان عليه أن يذهب إلى الجبهة على أي حال، حيث أصيب بجروح، وأسره الروس وتم ترحيله عام 1945 إلى ألمانيا الغربية.
كانت رغبة برونو غرونينغ في المساعدة تملي عليه تصرفه خلال فترة الحرب. حتى في الجبهة، اغتنم كل فرصة لخدمة رفاقه والسكان المدنيين.
وفي قرية روسية، مكن المدنيين المعرضين لخطر المجاعة من الوصول إلى احتياطيات الأغذية العسكرية. وخلال فترة الأسر، ناضل من أجل الحصول على طعام ومساكن وملابس أفضل لزملائه. وقد ساعد الكثير في العلاج من داء الوذمة بسبب سوء التغذية. وسط فظائع الحرب، لم يقتل أحدا ولكنه ساعد عددا لا يحصى من الناس.
الفراق بين الزوجين والعناية بالآخرين
أطلق سراحه في ديسمبر ١٩٤٥، وقام بتنظيم حياته الجديدة في ديلنبورغ في منطقة هيس، وأحضر عائلته. ومع ذلك، بعد وفاة ابنه الثاني وأمام إرادة زوجته لمنعه عن أي نشاط خيري في مجال الشفاء، انفصل عنها. كان يشعر أن من واجبه أن يستفيد جميع الناس من الطاقة الشافية التي كان يمتلكها. كان يقول:"أنا لا أنتمي لأي شخص على وجه الخصوص، وإنما أنتمي إلى البشرية جمعاء"
في أوائل عام ١٩٤٩، قاده طريقه إلى منطقة الرور. بعد ما حكى بعض الناس عن شفائهم بفضل برونو غرونينغ، ارتفع عدد المهتمين به. كان يذهب من منزل إلى آخر، دائما حيث كان هناك احتياج، وحيث كان يطلب المرضى مساعدته. كان يقوم بمساعدة الناس في نطاق محدود، إلى أن استدعاه مهندس بهيرفورد في شهر مارس من عام ١٩٤٩ لزيارة ابنه.
الطفولة ومرحلة الشباب
كان متعرضا للضرب والسخرية وسوء الفهم، طفل ليس كباقي الأطفال
كان يهرب من محيطه نظرا لقساوة قلوبهم ويأوي إلى الطبيعة:"هنا أعيش تجربة الله"
ولد برونو غرونينغ في يوم ٣٠ من شهر ماي من عام ١٩٠٦ بمدينة دانزيغ ـ أوليفا، وكان الطفل الرابع لوالديه أوغوست ومارغريت غرونينغ (آنذاك ببولندا)؛ لاحظ والداه منذ طفولته المبكرة أنه كان طفلا استثنائيا، على سبيل المثال كانت تقترب منه الحيوانات الخجولة بطبيعتها، كالأرانب والغزلان بشكل عفوي، وتسمح له بعناقها ومداعبتها.
مع مرور السنين، أصبح يشعر برونو غرونينغ بالغربة في محيطه. وحكى أنه قد تعرض للضرب في منزل والديه أحيانا، وأن الضربات لم تؤذ جسده، لكنه كان يشعر بسوء فهم عائلته له.
وبسبب قسوة الناس من حوله، كان يلجأ الصبي برونو إلى الطبيعة. كان يشعر بانجذاب أقوى من قبل الحيوانات، الأشجار والشجيرات عوض بعض الأشخاص من حوله. كثيرا ما كان يختفي لمدة ساعات طويلة في الغابة المجاورة.
"كنت أرى الله في كل شجيرة، في كل شجرة، في كل حيوان، بل وحتى في الحجارة. كنت أستطيع البقاء في كل مكان طوال ساعات. لم يكن لدي مفهوم الوقت ـ فقط الوقوف والتأمل، وكنت دائما أشعر وكأن حياتي الداخلية تمتد إلى ما لا نهاية.
لم يكن يشارك على الإطلاق في المعارك التي كان يخوضها الأطفال أو الشباب من سنه؛ وهكذا كان يتعرض للسخرية السيئة والقاسية من قبل الآخرين، وكذلك للضرب والعقاب لأنه كان مختلفا.
شفاء الناس والحيوانات
مع مرور الوقت، أصبح الناس يلاحظون جوانب من طبيعته التي جلبت له الشهرة لاحقا. عند حضوره كان يحصل الشفاء للناس والحيوانات من حوله. خلال الحرب العالمية الأولى خاصة، كان يزور في كثير من الأحيان المستشفيات العسكرية حيث كان يتم الترحيب به دائما. كان الجرحى يشعرون بالتحسن في وجوده والعديد منهم حصلوا على الشفاء. كان المرضى يطالبون أمه بأن تأتي وتحضر معها الصغير برونو. ضمن العائلة والمحيط، تم تقبل إمكانية الطفل الصغير على منح الشفاء.
التطلع إلى الاستقلال
كتب برونو غرونينغ في سيرته الذاتية:"عندما كنت طفلا صغيرا، كان يتخلص المرضى من معاناتهم في وجودي، وكان الصغار والكبار المصابون بعصبية خلال الشجارات يشعرون بالهدوء بعد نطقي ببضع كلمات. كما لاحظت في طفولتي كيف أن الحيوانات التي كان يصفها الناس بالشرسة أو المتوحشة كانت لطيفة وأليفة في حضوري. لهذا كانت علاقتي مع عائلتي متوترة وغير طبيعية. سرعان ما طمحت إلى الاستقلال التام لمغادرة هذه البيئة الأسرية حيث كنت أشعر باستمرار بسوء تفاهم"
Bruno Gröning (1906-1959)
رجل استثنائي خلق الجدل في المجتمع
في عام 1949, تصدر بين عشية و ضحاها العناوين الرئيسية لكل الصحف الالمانية عن Bruno Gröning. الإذاعة، الاخبار و كل وسائل الاعلام الاخرى تحدثت عنه. خلال أشهر عديدة، صارت الاحداث المتعلقة ب"الطبيب المعجزة"، كما كان يُلَقَّب، تُلهِب الجمهورية الشابة.تم تصوير فيلم، تم جمع لجان البحث العلمي، و الادارة إلى أعلى المستويات اهتمت بهذه الحالة. قام وزير الشؤون الاجتماعية ل"رينانين" شمال غرب فاليا بمتابعة برونو بتهمة انتهاك القانون المنضم لنشط ممارسي الصحة، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس وزراء ولاية بڤاريا أن لا أحد يحق له إفشال أنشطة شخصية استثنائية مثل Bruno Gröning بالقوانين. وصفت وزارة الداخلية البافارية عمل Gröning ب "العمل الخيري النزيه"
كان الناس من جميع الطبقات الاجتماعية يناقشون مواقفهم بحزم مع أو ضد برونو، فارتفعت موجات من العاطفة ، رجال دين، أطباء، رجال قضاء، سياسيون و مختصون في علم النفس، كلهم يتحدثون عن برونو غرونينغ. اعتبرت حالات الشفاء الخارقة بمثابة نعمة من السماء بالنسبة لبعض الناس في ما اعتبرها آخرون دجلا. بالرغم من ذلك، أثبتت الفحوص الطبية واقع و صدق حالات الشفاء.
الفائدة في العالم لعامل بسيط
ولد برونو غرونينغ في دانزيج في عام 1906. مغترب في نهاية الحرب، هاجر إلى ألمانيا الغربية. كان عاملا بسيطا، امتهن مهنا متنوعة ليستطيع العيش، اشتغل نجارا، عامل مصنع و عامل ميناء. ثم فجأة أصبح مركز اهتمام الجميع، أخبار شفاء اته المعجزة غزت العالم ,تدفق عليه المرضى و تسلم رسائل عروض و طلبات من جميع البلدان. خرج الآلاف من الاشخاص الباحثين عن الاغاثة للحج إلى مكان نشاطه. و تم إعلان ثورة في مجال الطب.
الوقوع في قبضة منع النشاط، الدعاوي القضائية و المتعاونين الطامعين في الربح
تدخلات القوى المعارضة كانت لا تعد و لا تحصى، فقد كانوا يبذلون قصارى جهدهم لإفشال عمله. خرج قرار بمنعه من الاشفاء بالاضافة الى دعاوي أخرى. فشلت كل جهوده لتنظيم عمله، أولا بسبب معارضة القوى الاجتماعية الحرجة، من ناحية أخرى بسبب جشع وعدم كفاءة موظفيها. عندما مات Bruno Gröning في باريس عام 1959، كانت محاكمته قد وصلت الى ذروتها. توقف الإجراء و لم ينطق بالحكم النهائي أبدا. ومع ذلك، لا تزال هنالك الكثير من علامات الاستفهام.